مقالات تثقيفية

خلال الأسابيع القليلة الماضية، بدأ فيروس جدري القرود بإثارة حالة من الهلع والذعر مع تخوف الكثيرين من تكرار ذات السيناريو الذي شهده العالم قبل ثلاثة أعوام عندما ظهر فيروس كورونا المستجد.

لكن هل جدري القرود مرض مخيف بالفعل؟ وهل نحن على أعتاب وباء وكارثة صحية جديدة؟ أم أن الأمر لا يتعدى كونه زوبعة عابرة لا تستدعي القلق؟ إليك كافة التفاصيل:

ما المقصود بجدري القرود؟

جدري القرود هو مرض معدي نادر ينشأ جراء تسلل فيروس جدري القرود إلى الجسم، وهو فيروس ينحدر من عائلة الفيروسات النفاطية السويّة؛ ذات العائلة التي ينحدر منها فيروس الجدري. يعد فيروس جدري القرود من الفيروسات القابلة للانتقال من الحيوانات للإنسان. [2و1و3]

يمكن لجدري القرود أن يتسبب بظهور أعراض متنوعة على المصاب، من ضمنها الحمى وطفح جلدي مميز. أما في ما يتعلق بطرق انتقال الفيروس للجسم، فهذه عديدة؛ وأبرزها التعرض المباشر لسوائل جسم شخص مصاب. [1و2]

ما من علاج لجدري القرود، لكن قد يساعد لقاح مرض الجدري على تقليل فرص الإصابة. غالبًا ما يتعافى المريض من جدري القرود تلقائيًّا في غضون أسابيع، لكن قد يكون المرض قاتلًا في حالات معينة، لا سيما إذا كان المصاب طفلًا. [1]

يتواجد الفيروس المسبب لجدري القرود بشكل رئيس في بعض دول القارة الأفريقية، إلا أنه سبق وأن سجلت حالات إصابة بالفيروس خارج نطاق القارة الأفريقية منذ اكتشاف وتوثيق الفيروس طبيًّا لأول مرة -عام 1958- حتى يومنا هذا. [1]

أسباب جدري القرود وطرق انتشاره

ينتقل الفيروس المسبب للمرض عند التواصل المباشر مع إنسان أو حيوان مصاب بفيروس جدري القرود، لكن حالات انتقال الفيروس من إنسان لآخر تعد أقل شيوعًا مقارنة بحالات انتقال الفيروس من الحيوان للإنسان. إليك أبرز الطرق الشائعة التي يمكن للفيروس أن ينتقل من خلالها: [2]

  • ملامسة البثور المكشوفة لطفح جدري القرود الظاهر على جسم المصاب.

  • ملامسة جروح أو خدوش أصيب بها المريض.

  • التواجد في مكان سبق للمريض أن عطس أثناء تواجده فيه. 

  • التعرض للسوائل الجسدية المختلفة للمصاب، مثل: الدم، والسوائل الفموية، والسوائل الجنسية.

  • استعمال مقتنيات شخصية للمريض مثل أغطية الفراش، أو ملامسة أسطح ملوثة بالفيروس عمومًا.[4]

  • التواصل المطول عن قرب مع شخص مصاب، كما في حالات العناق والتقبيل.

  • التعرض للعض من قبل حيوان مصاب بالفيروس. [3]

  • تناول لحوم ملوثة بالفيروس لم يتم طهيها جيدًا. [3]


وترتفع فرص الإصابة بجدري القرود بين من لم يسبق لهم تلقي لقاح مرض الجدري. [1]

أعراض جدري القرود

تختلف الأعراض المرافقة للمرض من شخص لآخر، كما قد يستغرق الأمر فترة أقصاها 3 أسابيع لتبدأ الأعراض بالظهور بعد التقاط الفيروس، لكن وبشكل عام تستغرق فترة ظهور الأعراض والتعافي في المجمل ما يقارب 4 أسابيع. تميل أعراض جدري القرود للظهور والتطور ببطء وعلى مراحل؛ كما يأتي:[4]

1- أعراض شبيهة بأعراض الانفلونزا (الأعراض المبكرة)

في البداية من المتوقع أن يبدي المصاب أعراضًا شبيهة بأعراض الانفلونزا، مثل:[4]

  • آلام متفرقة، مثل: ألم الرأس، وألم الظهر، وآلام العضلات.

  • تورم العقد الليمفاوية.

  • قشعريرة وحمى.

  • إرهاق جسدي عام.


2- طفح جلدي مميز (الأعراض المتقدمة)

عادة ما يظهر على المريض طفح جلدي بعد ظهور الأعراض السابقة بعدة أيام. في غالبية الحالات يميل الطفح الجلدي للظهور بدايًة على الوجه، لينتشر بعد ذلك لمناطق مختلفة من الجسم. في حال انتقال الفيروس جراء ممارسة العلاقة الحميمة مع شخص مصاب؛ قد يظهر الطفح الجلدي بدايًة في المنطقة الحساسة بدلًا من الوجه. [4]

يظهر الطفح الجلدي على هيئة بثور حمراء صغيرة؛ تزداد حجمًا لتتحول إلى نفطات ممتلئة بالقيح تدريجيًّا، وبعد عدة أيام تجف هذه النفطات لتبدأ بالتقشر والتساقط كاشفًة عن بشرة معافاة وخالية من البثور مع اقتراب المريض من التعافي. [4و2]

تشخيص وعلاج جدري القرود

يمكن تشخيص جدري القرود من خلال الفحص المخبري لعينة دم، أو من خلال فحص عينة مأخوذة من الأنسجة الجلدية لمنطقة مصابة بالطفح الجلدي المرافق للمرض. [4]

لا يوجد علاج لجدري القرود، لكن غالبًا ما يتعافى الجسم من المرض تلقائيًّا في غضون أسابيع. كما يمكن لاتباع إجراءات معينة أثناء فترة المرض أن يدعم الجسم حتى التعافي، وأن يقلل من احتمالية تفاقم أعراض المرض. من ضمن هذه الإجراءات ما يلي: [1و4]

  • نيل قسط من الراحة في المنزل والامتناع عن بذل أي مجهود جسدي مرهق.[4]

  • استعمال مضادات فيروسات خاصة، وهي أدوية قد يصفها الطبيب في حالات معينة.[4]

  • استعمال المضادات الحيوية في الحالات التي قد يحفز فيها جدري القرود إصابة المريض بعدوى بكتيرية. [2]

  • تناول مسكنات الألم إذا استدعت الحالة ذلك. [2]

  • شرب كميات كافية من الماء وغيرها من السوائل الصحية. [2]

  • متابعة الحالة باستمرار مع الطبيب إلى أن يتعافى المصاب من المرض. [2]


كيف يمكن الوقاية من جدري القرود؟

إليك أبرز الإجراءات التي يمكن للتقيد بها أن يجعلك أقل عرضة لجدري القرود: [2]

  • غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون بانتظام.

  • تجنب ملامسة أغراض المريض الشخصية.

  • تجنب التعامل المباشر مع شخص مصاب بالفيروس دون ارتداء كمامة الوجه.

  • تجنب التعامل مع أية حيوانات مصابة بالمرض.

  • تعقيم الأسطح المختلفة في المنزل وبيئة العمل بانتظام.

  • التأكد من طبخ الطعام جيدًا دومًا، لا سيما الأطباق التي تحتوي على لحوم.


هل عليك القلق من جدري القرود؟

مؤخرًا؛ سجلت حالات إصابة متزايدة وغير معتادة بالمرض بعيدًا عن القارة الأفريقية، تحديدًا بدءًا من شهر مايو من عام 2022، حيث وصلت أعداد الحالات ما يقارب 1000 حالة حول العالم مع حلول بداية شهر يونيو من عام 2022. [3]

حتى اللحظة، يعتقد الخبراء أنه ما من داعٍ للقلق وما من داعٍ للبدء بحملات تطعيم عالمية لمواجهة جدري القرود، فمن غير المرجح أن ينتشر المرض ليغدو وباًء أو جائحة كما حصل مع فيروس كورونا المستجد، وذلك للأسباب التالية: [1]

  • طريقة انتقال فيروس جدري القرود؛ حيث يستدعي الأمر تواصلًا جسديًّا مباشرًا ومطولًا وعن قرب مع المريض لينتقل الفيروس، على عكس فيروس كورونا الذي يعد قابلاً للانتقال بسهولة وعند بعد.

  • وجود لقاح جاهز لمرض الجدري قد يكون فعالًا في تحصين الجسم ضد جدري القرود، على عكس فيروس كورونا والذي لم يكن له أي لقاح جاهز عند ظهوره. [4]

  • احتمالية ضئيلة جدًّا لحصول طفرات في فيروس جدري القرود، فمن المرجح أن يبقى الفيروس على ما هو عليه دون ظهور أي متحورات أخرى جديدة منه، على عكس فيروس كورونا والذي تظهر متحورات جديدة منه باستمرار.[4]


خرافات شائعة عن المرض

إليك قائمة ببعض ما يتم تداوله خطًأ عن جدري القرود: 

  • جدري القرود هو مرض منقول جنسيًّا: لا يعد مرض جدري القرود من الأمراض المنقولة جنسيًّا، لكن تعد ممارسة العلاقة الحميمة إحدى طرق انتقال المرض.[1]

  • القرود هي الناقل الرئيس للمرض: على الرغم من اقتران اسم المرض بالقرود، إلا أن القوارض هي الحامل الرئيس للفيروس. ويعود اقتران اسم المرض بالقرود لاكتشافه في أجسام قرود مصابة عندما وثق المرض للمرة الأولى طبيًّا في الخمسينات من القرن الماضي. [1و2]

  • جدري القرود خطير وقاتل: توجد سلالتان من الفيروس، إحداهما أقل خطورة من الثانية، والسلالة التي بدأت بالانتشار مؤخرًا حول العالم هي السلالة الأقل خطورة. [2]


 

 

1- https://www.hopkinsmedicine.org/health/monkeypox

2- https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/22371-monkeypox

3- https://www.webmd.com/a-to-z-guides/monkeypox-what-know

4- https://www.medicalnewstoday.com/articles/monkeypox
تحليل سكر الدم التراكمي (Hemoglobin A1C -HbA1c) هو تحليل مخصص لقياس معدل سكر الدم على مدى عدة أشهر. هل أنت في صدد إجراء هذا التحليل؟ إليك بعض المعلومات الهامة حوله: 

ما المقصود بتحليل سكر الدم التراكمي؟

تحليل سكر الدم التراكمي هو تحليل يتم خلاله قياس معدل كمية سكر الدم التي ارتبطت بجزيئات هيموغلوبين الدم خلال الأشهر القليلة الفائتة؛ تحديدًا خلال آخر 2-3 أشهر. والمدة المذكورة آنفًا هي معدل فترة حياة كريات الدم الحمراء التي يشكل الهيموغلوبين جزءًا منها، إذ تعيش كريات الدم الحمراء فترة أقصاها 4 أشهر قبل أن يتم استبدالها بكريات دم جديدة.[1و3و2]

يساعد تحليل سكر الدم التراكمي على توفير صورة شاملة عن مستويات سكر الدم وأنماط تذبذبها بين هبوط وارتفاع على مدة فترة من الزمن، وهو ما لا توفره فحوصات سكر الدم العادية والتي تقيس مستويات سكر الدم خلال لحظة معينة فقط لا أكثر. [2]

ملاحظة

هيموغلوبين الدم هو بروتين يتواجد في كريات الدم الحمراء، وهو المسؤول عن إضفاء اللون الأحمر على الدم. يضطلع هيموغلوبين الدم بمسؤولية حمل الأكسجين القادم من الرئتين ونقله إلى مختلف أجزاء الجسم؛ لكي تتمكن خلايا الجسم من استخدام الأكسجين والاستفادة منه. [1]

لم يتم اللجوء لتحليل سكر الدم التراكمي؟

يتم إجراء هذا التحليل بهدف تشخيص الإصابة بمرض السكري، أو لتشخيص الإصابة بمقدمات السكري والتي قد تكون بدورها مؤشرًا على أن الشخص عرضة للإصابة بمرض السكري.[1]

أما بالنسبة للمرضى الذين شخصت إصابتهم بالسكري مسبقًا، يتم إجراء هذا التحليل بوتيرة دورية بهدف:[2و1]

  • مراقبة حالة مريض السكري الصحية، وإبقاء مستويات سكر الدم لديه تحت السيطرة.

  • تحري فاعلية علاجات مرض السكري المتبعة مع المريض، وما إذا كان جسم المريض يستجيب لها أم لا. 


كيف يتم إجراء تحليل سكر الدم التراكمي؟

هذا ما عليك توقعه:

1- تحضيرات ما قبل التحليل

لا توجد أية تحضيرات معينة يوصى بها قبل الفحص.[3]

2- خطوات إجراء التحليل

يتم إجراء هذا التحليل من خلال إجراء سحب دم عادي من ذراع المريض. [1]

نتائج تحليل سكر الدم التراكمي

إليك نبذة عن ما قد تعنيه نتائج تحليل سكر الدم التراكمي الخاصة بك:

  • مستويات سكر دم طبيعية: عندما تكون النتيجة أقل من 5.7%.

  • مستويات سكر دم مرتفعة تعني الإصابة بمقدمات السكري: عندما تتراوح نتيجة الفحص ما بين 5.7%-6.4%.

  • مستويات سكر دم مرتفعة تعني الإصابة بمرض السكري: عندما تكون النتيجة 6.5% أو أعلى.


من الجدير بالذكر أن الأرقام المذكورة أعلاه لا تعني بالضرورة ذات التشخيص للجميع، لا سيما مع وجود عوامل معينة من الممكن أن تخل بدقة نتائج فحص سكر الدم التراكمي، مثل تناول أدوية معينة أو فرط التوتر أو الإصابة بفقر الدم، لذا يجب استشارة الطبيب دومًا بشأن نتائج الفحص. [1]

نتائج تحليل سكر الدم التراكمي: ما الذي يترتب عليها؟

نظرًا لأن استمرار ارتفاع مستويات سكر الدم التراكمية قد يجعلك عرضة لمرض السكري ولمضاعفاته، يجب استشارة الطبيب على الفور لاتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة مبكرًا. فعلى سبيل المثال:[4]

  • للذين لم يتم تشخيص إصابتهم بالسكري بعد: قد تعني نتيجة التحليل غير الطبيعية الإصابة بمرض السكري أو بمقدماته، مما يستدعي البدء بإخضاع المريض لبرنامج علاجي معين.[1]  



  • لمرضى السكري الذين شخصوا بالمرض: قد تعني نتيجة التحليل غير الطبيعية ضرورة إحداث تغييرات معينة في البرنامج العلاجي المتبع من قبل المريض، مثل تغيير جرعة الأدوية المستخدمة. [2]


من الجدير بالذكر أن ارتفاع قراءة نتائج تحليل سكر الدم التراكمي قد تعني أن مريض السكري عرضة لبعض مضاعفات مرض السكري، مثل اضطرابات الكلى أو اضطرابات البصر. [3]

كيف يمكن خفض مستويات سكر الدم التراكمي؟

إذا لوحظ أن نتائج تحليل سكر الدم التراكمي كانت مرتفعة، قد يوصي الطبيب بإجراءات معينة من شأن اتباعها أن يساعد على خفض مستويات سكر الدم التراكمي، مثل: [4]

  • الالتزام بأدوية السكري وتطبيق أية تعديلات قد يجريها الطبيب على جرعات الأدوية المستخدمة؛ وذلك إذا كان المريض مصابًا من الأصل بمرض السكري.

  • ممارسة الرياضة، أو تبني نمط حياة مفعم بالحركة والأنشطة الجسدية الصحية.

  • اتباع حمية غذائية صحية، والإقلاع عن التدخين للأشخاص المدخنين.


فئات توصى بإجراء تحليل سكر الدم التراكمي

بالإضافة لمرضى السكري الذين يوصى بخضوعهم لهذا التحليل مرة كل عدة أشهر، يوصي الأطباء كذلك فئات معينة بإجراء هذا الفحص بوتيرة دورية، مثل الفئات التالية: [1]

  • غير المصابين بمرض السكري والذين لم يتجاوز عمرهم 45 عامًا في حال اجتمعت لديهم عوامل معينة، مثل الإصابة بالسمنة وبضغط الدم المرتفع، حيث يوصى هؤلاء بالخضوع للتحليل مرة كل 3 أعوام.

  • من تجاوزوا عمر 45 عامًا ولم يتم تشخيصهم بمرض السكري، فإذا كانت نتائج التحليل طبيعية توصى هذه الفئة بإعادة الفحص مرة كل 3 أعوام.

  • المصابون بمقدمات السكري، وهؤلاء يفضل أن يخضعوا لتحليل سكر الدم التراكمي مرة كل 1-2 عامًا.

  • من بدأت بعض المؤشرات الدالة على الإصابة بمرض السكري بالظهور لديهم، مثل المؤشرات التالية: التبول المتكرر، والعطش المستمر.


أسماء طبية أخرى لتحليل سكر الدم التراكمي

بالإضافة للمسمى الشائع المذكور أعلاه، يعرف تحليل سكر الدم التراكمي كذلك بمسميات أخرى، مثل:[1]

  • تحليل الغليكوهيموغلوبين (Glycohemoglobin).

  • اختبار الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي (Glycosylated hemoglobin).


 

 

 

 

 

 

1- https://medlineplus.gov/lab-tests/hemoglobin-a1c-hba1c-test/

2- https://www.webmd.com/diabetes/guide/glycated-hemoglobin-test-hba1c

3- https://www.healthdirect.gov.au/hba1c-test

4- https://www.diabetes.org.uk/guide-to-diabetes/managing-your-diabetes/hba1c